التأثيرات السلبية لمعالجة وسائل الاعلام العربية لأنشطة التنظيمات الارهابية: دراسة ميدانية على عينة من الأكادميين في أقسام وكليات الاعلام في الوطن العربي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الاستاذ المتفرغ بكلية الاداب جامعة سوهاج

المستخلص

   أحدث التعرض المستمر لوسائل الإعلام العربية التقليدية والجديدة تغيرًا في تناول قضايا المجتمع أيا كانت طبيعتها، ويعزو ذلك لأن الإعلام التقليدي وخاصة التلفزيون الأيسر في الوصول للمواطنين والأكثر انتشارًا، أما الإعلام الجديد قد جمع خصائص الإعلام التقليدي وأضاف له ميزة التفاعلية ومشاركة المواطن في صنع المعلومة سواء بالرأي أو الفيديوهات أو الصور، بل إنه في بعض الأحيان يكون صانع المعلومة.
ويعتبر الإرهاب إقرارًا بفشل كل عنف منافس أو يظن نفسه كذلكويختلف الإرهاب من دولة لأخري بحسب مصالحها، ولكن هناك اتفاق على أنه ظاهرة مبنية على أساس تخريب مصالح الشعوب والأمم وعدم استقرارها ونمط من العنف يتضمن الاستخدام المنظم للقتل والتهديد باستخدامه، أو الأذى الجسدي والتدمير لإنزال الرعب أو الذعر بجماعة مستهدفة لإشاعة أجواء من الرعب والخوف وعدم الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى أن الإرهاب يستلزم اختلال توازن القوة مع السلطة بحيث يترك الضحية غير قادرة على الدفاع عن نفسها، وتوجه الأفعال الإرهابية ضد الأشخاص الذين هم بصفتهم ممثلين للسلطة، بقصد إحداث حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية لتحقيق أهداف سياسية معينة، كما يعرف بأنه استراتيجية عنف محرم دوليًا تحفزها بواعث عقائدية وأيديولوجية، وتعمد قائم على التخطيط  للقتل المنظم وإحداث الفوضى، وتهديد الأبرياء لخلق الخوف والتخويف لكسب مزايا سياسية للتأثير على الجمهور في فرض موقف معين.
وتحظى وسائل الإعلام بجاذبية من قبل التنظيمات الإرهابية، حيث تسعى أي حركة إرهابية إلى العلنية، ووسائل الإعلام أيا كانت طبيعتها تخدم مقدمًا غرض الإرهابين في الحصول على العلنية، كما تعمد إلى تعظيم أهميتهم ووضعهم كقوة يعتد بها، وبالتالي تستغل التنظيمات الإرهابية وسائل الإعلام للدعاية، لذا عمدت هذه التنظيمات بفضل التطورات التكنولوجية الحديثة من استغلال وسائط الإعلام طوعًا أو قهرًا كنعصر رئيسي في الإرهاب المعاصر.